محللون: أوباما استخدم كاريزمية شخصيته لإيصال رسالته للعالم الإسلامى

رأى محللون سياسيون واجتماعيون أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما استخدم "كاريزمية" شخصيته لإيصال رسالته إلى العالم الإسلامى، وذلك خلال الخطاب الذى ألقاه أمس بجامعة القاهرة.

واعتبر هؤلاء المحللين أن هذا الخطاب لم يجذب السياسيين والمهتمين فحسب لكنه نجح فى جذب الشارع المصرى (بكل فئاته) الذين انبهروا من شخصية الرئيس الأمريكى وطريقة إلقاء خطابه.

وقال الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام إن "الكاريزما" هى القدرة الشخصية على التأثير على الآخرين وقد تواجدت بشدة فى خطاب أوباما، مشيرا إلى أن الجزء الأول منه احتوى على الرسالة التى يريد إيصالها إلى المتلقى ، كما تميز بالانسيابية فى إلقاء الكلمات بالإضافة إلى اختيار الكلمات التى تؤثر على المتلقى أو الجمهور بمعنى أشمل.

ويدلل سعيد على ذلك بأن أوباما حرص فى الفقرة الأولى من خطابه على التركيز على مصر ودور الأزهر الشريف وجامعة القاهرة بكلمات تشعر المستمع بنوع من الفخر، كما حرص على ختام هذه الفقرة بكلمة عربية "السلام عليكم" ولم يبدأ بها لتأتى بعد التبرير الذى شملته الفقرة وكأنه يقول للمصريين "أنتم أهل لها".

وأوضح أن أوباما برع فى استخدام الآيات القرآنية فى خطابه، وهو ما يثير عاطفة معينة وخاصة للمستمع المسلم، لافتا إلى أن رسالة أوباما تضمنت فى الجزء الأهم منها - وهو العلاقات بين العالم الإسلامى والغرب - المطالبة بإعادة تعريف هذه العلاقة على أساس نقاط الاتفاق وليس الاختلاف بين الجانبين.


خطاب اوباما
جذور إفريقية

واعتبر الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بمؤسسة الأهرام أن هناك جزءا مهما جاء فى خطاب الرئيس الأمريكى عبر خلاله عن شخصيته باعتباره ذا جذور إفريقية ، وإشارته إلى تجربته من كينيا إلى إندونيسيا حتى وصوله إلى شيكاغو ومجاهدته حتى وصوله إلى البيت الأبيض وكأنه يقول للعالم الإسلامى "أنتم مناضلون من أجل حقوقكم وأنا أيضا جاهدت ودعونا نجاهد سويا لتحقيق الأهداف المشتركة".

وقال سعيد إن أوباما يظهر على ملامح وجهه إحساس بالعزة والفخر ولكن فى الوقت نفسه بالتواضع المتناهى وهو ما يتبين من حركة العينين والأيدى ونبرات الصوت التى تترجم الصدق لدى المستمع.

وأضاف أن هذا الخطاب ذكر الجميع بالخطاب التاريخى الذى ألقاه الرئيس الراحل أنور السادات فى الكنيست الإسرائيلى والذى كان يتحدث بصدق وكان الإسرائيليون قد شككوا لوهلة فى كلماته .

وأوضح أن هناك علما فى الولايات المتحدة يسمى "البيو بولتيكس" يقوم بالبحث عن التأثيرات الجسدية وعلاقتها بالسياسة، وهناك فرع منها يتعلق بالقادة السياسيين وتأثيرهم على الآخرين عن طريق قياس نبرات الصوت ، وقد أثبت خطاب السادات بالكنيست صدقه التام وهو ما كان عنصرا أساسيا للضغط الذى مارسه الشارع الإسرائيلى على رئيس الوزراء وقتها مناحم بيجن للانسحاب من الأراضى المصرية.


الكاريزما

من جانبه ، يؤكد الدكتور أحمد مجاهد أستاذ علم الاجتماع السياسى وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة أن "الكاريزما" فى شخصية الرئيس الأمريكى ظهرت بوضوح فى خطابه إلى العالم الاسلامى ، وما زادها تأثيرا هو إحساس الشعب المصرى بأن أوباما قريب منه بسبب أصوله الإفريقية ، فهو ذو بشرة سمراء قريبة من لون غالبية الشعب المصرى وكذلك أصوله المسلمة بالإضافة إلى طريقة إلقائه للكلمات.

أضاف أن المستمع لخطاب أوباما انبهر بأسلوبه وشخصيته لأن كلماته عبرت عن روح جديدة للحضارة الغربية التى دائما ما تكون متمركزة حول ذاتها ولا تعترف بالحضارات الأخرى .

وأشار مجاهد - فى هذا الصدد - إلى أن أوباما اعترف بالحضاة الإسلامية وعراقتها ، وبالتالى شعر المسلمون بأنه قريب منهم ويقدر حضارتهم ، ليكون أول قائد سياسى غربى يعترف بالحضارات الأخرى.

وأوضح أن الرؤية والثقة فى النفس وكذلك السلطة والقوة فى حد ذاتها والإلمام بعناصر الموضوع كانت وراء "الشخصية الكاريزمية" التى ظهر بها أوباما.

ويؤكد علماء النفس أن الكاريزما تعد عنصرا مهما فى شخصية القائد لأهميتها فى اجتذاب الجماهير وأنه لا يمكن صنعها بالتدريب ولكن تبقى أن عددا من الشخصيات تتمتع بجاذبية خفية تؤثر على القلوب وتحرك العقول وهو ما يرجع فى المقام الأول إلى الثقة بالنفس.

و"الكاريزما" كلمة إغريقية الأصل تعنى "الهبة الإلهية" والجاذبية العظمى والحضور الفائق والقيمة الطاغية التى يتمتع بها صاحب هذه الشخصية.

شكرا ع الموضوع

شكرا ع الموضوع ودومتى متالقة

مرسى رودى و سما على ردكم و نورتوا الموضوع